لم تصدق نفسها و الصديقة تخبرها بأن زوجها لن يحضر إلى النيابة و يقف معها و ارتسمت كل علامات الدهشة و التعجب على وجهها حين أخبرتها نفس الصديقة بأن الزوج لا يصدقها و لا يقتنع بكلامها.
تهاوت تلك المرأة على المقعد الخشبي المجاور لغرفة التحقيق و انهمرت دموعها و هي لا تصدق أن شريك حياتها قد تركها وحيدة و لم يقتنع ببراءتها و استسلم لرواية كاذبة غير حقيقية راحت هي ضحيتها .
وضعت يديها على وجهها و هي لا تتحمل الصدمة المدوية التي تلقتها من الزوج و حينما هدأت الثورة و أزاحت يديها بعيداً عن وجهها لم تجد هذه الصديقة، التي تركتها و انصرفت و كأنها هي الأخرى لا تريد الوقوف بجانبها.
ظلت تلك المرأة صامتة تماماً و كأنها تحت تأثير مخدر قوي المفعول و فجأة قامت الثورة و تأججت النيران بداخلها عندما أبصرت هذا الرجل الوسيم الذي جاء إلى النيابة و قفزت من مقعدها و هي تحاول الهجوم عليه و لكن رجال الأمن منعوها و أبعدوها.
تأملت وجهه و عيونه الزرقاء، نعم .. هي نفس العيون الزرقاء التي كان ينظر بها دوماً إليها في العمل، فهو العميل الهام في هذه الشركة الكبرى التي تعمل بها، و كثيراً ما تحدثا بحكم العمل المشترك الذي يجمع بينهما.
تلك الشركة التي تمنت دوماً أن تعمل بها لعدة أسباب منها ما يتعلق ببيتها حيث زيادة الدخل و منها ما يتعلق بقدراتها حيث كانت ترى نفسها دوماً امرأة ذات قدرات وظيفية كبيرة و لعل تفوقها الملحوظ و الذي حققته في الأعمال السابقة هو أكبر دليل على هذا و من المؤكد أيضاً أنه كان الطريق الذهبي لدخولها هذه الشركة الحلم.
تذكرت أول أيامها في الشركة و تذكرت كيف كانت فرحتها طاغية و كيف كان زوجها في غاية السعادة و هو يشاركها نفس الفرحة و لم تنس أبداً طفلها الصغير الذي لم يكن قد تجاوز الثانية من عمره بعد في هذا الوقت و كيف كانت تطير به فرحاً و رقصاً في كل أنحاء الشقة بعد أن عرفت أنها ستصبح موظفة في هذه الشركة.
بدأت العمل و بدأ مشوار التفوق و شهد لها الجميع بذلك و مرت السنة الأولى من العمل و هي تحقق نجاحاً تلو الآخر، و تعرفت على معظم من بالشركة و لم تنس أبداً هذه الصديقة، كانت هذه الصديقة من نوع مختلف من الأصدقاء فقد كانت ثرية و تبدو ملامح الثراء الواسع من خلال ملابسها الأنيقة الغالية الثمن التي تكشف الكثير من جسدها و خصوصاً و هي تستقل سيارتها الفاخرة .
لم تتوقع أن ترتبط بمثل هذه الصديقة فهي مختلفة عنها كل الاختلاف و لكن شيء بداخلها دفعها لأن تغزو عالمها، و ربما ساعدت الظروف في هذا الأمر عندما عملتا سوياً في نفس القسم .
كانت هذه الصديقة دوماً تلومها على ملابسها و تصفها بأنها ترتدي ملابس من العصر القديم و بأنها امرأة متحجرة لا حياة فيها و بأن عليها أن تفهم أن المرأة لا تكون امرأة إلا إذا سقط الرجال أمامها خاضعين و هذا لن يتحقق إلا بطريقة واحدة و هي أن تصبح أنثي مجرد أنثي شاغلها أنثوتها.
لم تلق كلمات الصديقة صدى في نفسها لكنها و مع الوقت و مع ما رأته في الشركة من مناظر بدأت أحلام الأنثى تراودها و بدأت الملابس التي تظهر مفاتن الأنوثة تطل عليها و لو في أحلامها و خصوصاً و أن عمرها لم يكن قد تجاوز الخامسة و العشرين و الجمال يرسم خطوط رائعة على وجهها بكل الألوان.
لم تتوقف محاولات الصديقة عند هذا الحد و أخبرتها بضرورة أن تعامل أي رجل بشكل أكثر حرية لأن هذا العصر هو عصر الحرية و المساواة بين الرجل و المرأة و كانت هذه الصديقة ترى المساواة بشكل آخر.
" و ما هو المانع أن تذهبي إليه " لم تنس هذه العبارة التي خرجت من صديقتها و هي تعنفها على رفض فكرة الذهاب إلى عميل هام و الاطمئنان عليه بسبب مرضه.
كان هذا العميل هو نفسه صاحب العيون الزرقاء و هو أيضاً الرجل الذي دأب دوماً على مداعبة بواطن الأنوثة بداخلها بكلماته القاتلة .
كانت الصديقة تقنعها بأن العلاقات الشخصية مع العملاء المهمين أمر هام و أن الإنسان ما هو إلا مجموعة علاقات هامة تفيده في حياته و أمام كل هذا الضغط وافقت و ذهبت إليه أخيراً .
دخلت من باب الفيلا الرائعة و قابلها الخادم بترحاب شديد ثم دعاها إلى زيارة العميل الذي كان قد تعافى تماماً من مرضه.
كوب من العصير و دقائق معدودة تمر و تهاوت المرأة تماماً و تهاوى معها شرفها، فلقد أعد صاحب العيون الزرقاء كل شيء بدقه و قام بصرف الخادم و وضع المخدر في الكوب و من قبل هو من دعاها إلى زيارته في بيته الذي يجلس به وحيداً لكي يحقق شيء لم ينله عبر عبارات غزل و إغراءات مال طيلة الفترة الماضية .
استيقظت بعد ساعتين لتجد نفسها مقيدة و مرت لحظة قصيرة من الصمت و هي تدور بمقلتيها لتتأمل هذا الحلم الأسود قبل أن تحاول الصراخ و لكنه أمسك فمها و أخبرها بأنه سيفضحها و سيخبر الجميع بأنها جاءت معه بإرادتها و من أجل قليل من المال و هددها بقتل صغيرها، و تهديد مستقبل زوجها0 و أخبرها بأنه سيصمت إذا ما أغلقت فمها.
دقائق تتوالى و صرخات تدوي في داخلها و بقايا التهديدات التي أطلقها هذا الرجل تجوب أرجاء عقلها و تخترق قلبها بقوة و قررت الصمت و هي ترى فيه الخلاص من كل القيود سواء التي تقيد جسدها أو تلك القيود التي تفرضها التهديدات .
تحررت من قيودها و ارتدت بقايا ملابسها و ظلت فترة تحاول أن تلم شتات نفسها و هي تعلم أنها أصبحت بقايا امرأة لن تعود أبداً كما كانت ثم خرجت من الفيلا و هي لا تصدق نفسها و أسرعت إلى منزلها و هي تكاد تتهاوى و ما أن أغلقت باب شقتها حتى دخلت إلى غرفتها و سقطت.
لم تدر كم من الوقت مر عليها و لكنها أفاقت قبل ميعاد عودة زوجها عند الغروب بينما كان الصغير عند أمها، و قبل أن تتهاوى مرة ثانية ذهبت إلى النيابة و أبلغت بالحادثة و تناست كل التهديدات التي قيلت لها و تذكرت كرامة المرأة التي ضاعت.
اتهمها العميل بأنها جاءت بإرادتها و علل هذا بأنها جاءت إليه في بيته و ظلت الاتهامات تتوالى و لكن كل هذا لم يهم هذه المرأة بقدر ما تهاوت الآلاف المرات عندما لم يصدقها زوجها و خصوصاً أنه لمح في الفترة الأخيرة تغير في طريقتها و لبسها و اقتنع بخيانتها له، و لم تكن في حاجة لأن تعرف رأي الناس فيها الآن و لكنها كانت دائماً تردد سؤال " لماذا لم يصمد الحب في وجه الشك الذي ضرب زوجها بقوة و انتصر عليه.
- ماذا بكِ
تنبهت هذه المرأة إلى هذا الصوت و هو يحدثها و حدقت بقوة في المتحدث قبل أن يعاود حديثه:
- سألتكِ ماذا بكِ أراكِ في حالة من الشرود أم أنكِ كنتِ تحلمين .؟
نظرت المرأة حولها و تأملت المكتب الأنيق في هذه الشركة الكبرى و تراجعت بالمقعد إلى الوراء و هي لا تصدق بأنها كانت في حالة من الشرود و الحلم و أن ما مر بها هو كابوس ثم نظرت إلي المتحدث و الذي لم يكن سوى تلك الصديقة و قالت :
- ماذا تريدين .؟؟
زفرت صديقتها في ضيق و قالت لها :
- قلت لكِ من قبل أن تشردي أن العميل "........" مريض و أريدكِ أن تزوريه فالعلاقات الاجتماعية مع علية القوم أمر هام و وقت العمل انتهى الآن و يمكنكِ زيارته.
قامت من معقدها بعنف و حملت حقيبتها و قالت للصديقة :
- أنا لا أزور العملاء في بيوتهم و لا يمكن أن اسمح لنفسي أبداً بزيارة رجل في بيته.
ردت عليها الصديقة بقوة :
- و لكن العلاقات .....
قاطعتها بقوة أكبر و قالت لها :
هناك علاقة هامة بل هي أهم علاقة يجب أن أحرص عليها، و لا أحسبكِ تعرفينها.
انطلقت إلى خارج المكتب و هي تنظر إلى صورة لفظ الجلالة التي تزين الردهة الواسعة للشركة الكبرى و عندما انعكست صورتها على زجاج باب الخروج توقفت لتتأمل ملابسها المحترمة و ابتسمت في سعادة لأن المرأة المتمردة بداخلها سقطت في النهاية و لم تنتصر و لا تعرف هل كانت في حلم أم أنه صراع عايشته للحظات، و لم تنس أن ترفع الهاتف النقال و تتصل بزوجها و ما أن جاءها صوته حتى قالت له :
- أحبك ....
كان هناك شيء واحد يتردد صداه من هذا الكابوس الرهيب و هو " لماذا لم يصمد الحب " و أدركت أن الحب حتماً سيصمد إذا حرص كلاً من الحبيبين على عدم الخوض في سبل قد تدنسه يوماً ما.
تهاوت تلك المرأة على المقعد الخشبي المجاور لغرفة التحقيق و انهمرت دموعها و هي لا تصدق أن شريك حياتها قد تركها وحيدة و لم يقتنع ببراءتها و استسلم لرواية كاذبة غير حقيقية راحت هي ضحيتها .
وضعت يديها على وجهها و هي لا تتحمل الصدمة المدوية التي تلقتها من الزوج و حينما هدأت الثورة و أزاحت يديها بعيداً عن وجهها لم تجد هذه الصديقة، التي تركتها و انصرفت و كأنها هي الأخرى لا تريد الوقوف بجانبها.
ظلت تلك المرأة صامتة تماماً و كأنها تحت تأثير مخدر قوي المفعول و فجأة قامت الثورة و تأججت النيران بداخلها عندما أبصرت هذا الرجل الوسيم الذي جاء إلى النيابة و قفزت من مقعدها و هي تحاول الهجوم عليه و لكن رجال الأمن منعوها و أبعدوها.
تأملت وجهه و عيونه الزرقاء، نعم .. هي نفس العيون الزرقاء التي كان ينظر بها دوماً إليها في العمل، فهو العميل الهام في هذه الشركة الكبرى التي تعمل بها، و كثيراً ما تحدثا بحكم العمل المشترك الذي يجمع بينهما.
تلك الشركة التي تمنت دوماً أن تعمل بها لعدة أسباب منها ما يتعلق ببيتها حيث زيادة الدخل و منها ما يتعلق بقدراتها حيث كانت ترى نفسها دوماً امرأة ذات قدرات وظيفية كبيرة و لعل تفوقها الملحوظ و الذي حققته في الأعمال السابقة هو أكبر دليل على هذا و من المؤكد أيضاً أنه كان الطريق الذهبي لدخولها هذه الشركة الحلم.
تذكرت أول أيامها في الشركة و تذكرت كيف كانت فرحتها طاغية و كيف كان زوجها في غاية السعادة و هو يشاركها نفس الفرحة و لم تنس أبداً طفلها الصغير الذي لم يكن قد تجاوز الثانية من عمره بعد في هذا الوقت و كيف كانت تطير به فرحاً و رقصاً في كل أنحاء الشقة بعد أن عرفت أنها ستصبح موظفة في هذه الشركة.
بدأت العمل و بدأ مشوار التفوق و شهد لها الجميع بذلك و مرت السنة الأولى من العمل و هي تحقق نجاحاً تلو الآخر، و تعرفت على معظم من بالشركة و لم تنس أبداً هذه الصديقة، كانت هذه الصديقة من نوع مختلف من الأصدقاء فقد كانت ثرية و تبدو ملامح الثراء الواسع من خلال ملابسها الأنيقة الغالية الثمن التي تكشف الكثير من جسدها و خصوصاً و هي تستقل سيارتها الفاخرة .
لم تتوقع أن ترتبط بمثل هذه الصديقة فهي مختلفة عنها كل الاختلاف و لكن شيء بداخلها دفعها لأن تغزو عالمها، و ربما ساعدت الظروف في هذا الأمر عندما عملتا سوياً في نفس القسم .
كانت هذه الصديقة دوماً تلومها على ملابسها و تصفها بأنها ترتدي ملابس من العصر القديم و بأنها امرأة متحجرة لا حياة فيها و بأن عليها أن تفهم أن المرأة لا تكون امرأة إلا إذا سقط الرجال أمامها خاضعين و هذا لن يتحقق إلا بطريقة واحدة و هي أن تصبح أنثي مجرد أنثي شاغلها أنثوتها.
لم تلق كلمات الصديقة صدى في نفسها لكنها و مع الوقت و مع ما رأته في الشركة من مناظر بدأت أحلام الأنثى تراودها و بدأت الملابس التي تظهر مفاتن الأنوثة تطل عليها و لو في أحلامها و خصوصاً و أن عمرها لم يكن قد تجاوز الخامسة و العشرين و الجمال يرسم خطوط رائعة على وجهها بكل الألوان.
لم تتوقف محاولات الصديقة عند هذا الحد و أخبرتها بضرورة أن تعامل أي رجل بشكل أكثر حرية لأن هذا العصر هو عصر الحرية و المساواة بين الرجل و المرأة و كانت هذه الصديقة ترى المساواة بشكل آخر.
" و ما هو المانع أن تذهبي إليه " لم تنس هذه العبارة التي خرجت من صديقتها و هي تعنفها على رفض فكرة الذهاب إلى عميل هام و الاطمئنان عليه بسبب مرضه.
كان هذا العميل هو نفسه صاحب العيون الزرقاء و هو أيضاً الرجل الذي دأب دوماً على مداعبة بواطن الأنوثة بداخلها بكلماته القاتلة .
كانت الصديقة تقنعها بأن العلاقات الشخصية مع العملاء المهمين أمر هام و أن الإنسان ما هو إلا مجموعة علاقات هامة تفيده في حياته و أمام كل هذا الضغط وافقت و ذهبت إليه أخيراً .
دخلت من باب الفيلا الرائعة و قابلها الخادم بترحاب شديد ثم دعاها إلى زيارة العميل الذي كان قد تعافى تماماً من مرضه.
كوب من العصير و دقائق معدودة تمر و تهاوت المرأة تماماً و تهاوى معها شرفها، فلقد أعد صاحب العيون الزرقاء كل شيء بدقه و قام بصرف الخادم و وضع المخدر في الكوب و من قبل هو من دعاها إلى زيارته في بيته الذي يجلس به وحيداً لكي يحقق شيء لم ينله عبر عبارات غزل و إغراءات مال طيلة الفترة الماضية .
استيقظت بعد ساعتين لتجد نفسها مقيدة و مرت لحظة قصيرة من الصمت و هي تدور بمقلتيها لتتأمل هذا الحلم الأسود قبل أن تحاول الصراخ و لكنه أمسك فمها و أخبرها بأنه سيفضحها و سيخبر الجميع بأنها جاءت معه بإرادتها و من أجل قليل من المال و هددها بقتل صغيرها، و تهديد مستقبل زوجها0 و أخبرها بأنه سيصمت إذا ما أغلقت فمها.
دقائق تتوالى و صرخات تدوي في داخلها و بقايا التهديدات التي أطلقها هذا الرجل تجوب أرجاء عقلها و تخترق قلبها بقوة و قررت الصمت و هي ترى فيه الخلاص من كل القيود سواء التي تقيد جسدها أو تلك القيود التي تفرضها التهديدات .
تحررت من قيودها و ارتدت بقايا ملابسها و ظلت فترة تحاول أن تلم شتات نفسها و هي تعلم أنها أصبحت بقايا امرأة لن تعود أبداً كما كانت ثم خرجت من الفيلا و هي لا تصدق نفسها و أسرعت إلى منزلها و هي تكاد تتهاوى و ما أن أغلقت باب شقتها حتى دخلت إلى غرفتها و سقطت.
لم تدر كم من الوقت مر عليها و لكنها أفاقت قبل ميعاد عودة زوجها عند الغروب بينما كان الصغير عند أمها، و قبل أن تتهاوى مرة ثانية ذهبت إلى النيابة و أبلغت بالحادثة و تناست كل التهديدات التي قيلت لها و تذكرت كرامة المرأة التي ضاعت.
اتهمها العميل بأنها جاءت بإرادتها و علل هذا بأنها جاءت إليه في بيته و ظلت الاتهامات تتوالى و لكن كل هذا لم يهم هذه المرأة بقدر ما تهاوت الآلاف المرات عندما لم يصدقها زوجها و خصوصاً أنه لمح في الفترة الأخيرة تغير في طريقتها و لبسها و اقتنع بخيانتها له، و لم تكن في حاجة لأن تعرف رأي الناس فيها الآن و لكنها كانت دائماً تردد سؤال " لماذا لم يصمد الحب في وجه الشك الذي ضرب زوجها بقوة و انتصر عليه.
- ماذا بكِ
تنبهت هذه المرأة إلى هذا الصوت و هو يحدثها و حدقت بقوة في المتحدث قبل أن يعاود حديثه:
- سألتكِ ماذا بكِ أراكِ في حالة من الشرود أم أنكِ كنتِ تحلمين .؟
نظرت المرأة حولها و تأملت المكتب الأنيق في هذه الشركة الكبرى و تراجعت بالمقعد إلى الوراء و هي لا تصدق بأنها كانت في حالة من الشرود و الحلم و أن ما مر بها هو كابوس ثم نظرت إلي المتحدث و الذي لم يكن سوى تلك الصديقة و قالت :
- ماذا تريدين .؟؟
زفرت صديقتها في ضيق و قالت لها :
- قلت لكِ من قبل أن تشردي أن العميل "........" مريض و أريدكِ أن تزوريه فالعلاقات الاجتماعية مع علية القوم أمر هام و وقت العمل انتهى الآن و يمكنكِ زيارته.
قامت من معقدها بعنف و حملت حقيبتها و قالت للصديقة :
- أنا لا أزور العملاء في بيوتهم و لا يمكن أن اسمح لنفسي أبداً بزيارة رجل في بيته.
ردت عليها الصديقة بقوة :
- و لكن العلاقات .....
قاطعتها بقوة أكبر و قالت لها :
هناك علاقة هامة بل هي أهم علاقة يجب أن أحرص عليها، و لا أحسبكِ تعرفينها.
انطلقت إلى خارج المكتب و هي تنظر إلى صورة لفظ الجلالة التي تزين الردهة الواسعة للشركة الكبرى و عندما انعكست صورتها على زجاج باب الخروج توقفت لتتأمل ملابسها المحترمة و ابتسمت في سعادة لأن المرأة المتمردة بداخلها سقطت في النهاية و لم تنتصر و لا تعرف هل كانت في حلم أم أنه صراع عايشته للحظات، و لم تنس أن ترفع الهاتف النقال و تتصل بزوجها و ما أن جاءها صوته حتى قالت له :
- أحبك ....
كان هناك شيء واحد يتردد صداه من هذا الكابوس الرهيب و هو " لماذا لم يصمد الحب " و أدركت أن الحب حتماً سيصمد إذا حرص كلاً من الحبيبين على عدم الخوض في سبل قد تدنسه يوماً ما.